هي ليلة شتوية باردة والساعة تقترب من العاشرة مساءا
وها هو موعد عذابي الشبه يومي يتجدد ويقترب
ها انا حائر ابحث عن اي شئ يعطلني عن الخروج والذهاب لذلك الموعد
عن الذهاب لمواجهة اشد الالم واشد العذاب
احاول ان افتش عن اي شئ يعطلني ولكنني بلحظات استجمع كل قواي وكل صبري وايماني
واقرر ان انطلق نوح مصيري وعذابي
استجمع بعض حاجاتي التي ستكون رفيقي بساعات وحدتي والمي
كتاب وقلم وبعض اشياء اخرى قد احتاجها
ادير محرك سيارتي في تلك الليلة الباردة بل الشديدة البرودة
ليلة في منتصف الاسبوع والمساء يقترب من الانتصاف
الناس ببيوتهم سبات والحركة تكاد تكون معدومة
والهدوء شديد انطلق برحلتي التي اتمنى ان تطول اكثر ما يمكن فلا اترك اشارة صفراء الا وتوقفت امامها
ورغم كل ذلك تكون قصيرة وسريعة جدا
اقترب من ذلك المبنى الذي ينتظرني هو لونه من المفترض ان يكون الابيض ولكن من شدة مايحمل من داخله من الام
يلوح لي بالافق بان لونه شديد السواد
اركن سيارتي وانزل منها متثاقل الخطى تكاد خطواتي ان تنعدم
وقد اتعثر لاصغر حجروربما اتوهم هذا الحجراو اي شئ يؤخرني عن الوصول
ولكنني بعد عدة خطوات اصل للباب الخارجي لذلك المبنى
الذي يخيل لي انه يحتاج لقوة عشرة رجال حتى يفتح
ولكنه بالحقيقة اخف من ان يصمد امام نسمة ريح
اعبر ذلك الباب الزجاجي
واتجه نجو سريري الذي سيشاركني رحلة الالم
فيستقبلني العاملون هناك بأبتسامات علها تخفف عني الالم
وماهي الا لحظات حتى يبدأ ذلك الشئ الازرق بالدوران
ويبدأ الصمت من حولي في كل الاركان انظر يمينا واخرى يسارا فلا اجد
الا قطع الديكور التي تغطي المكان والتي من شدة الوحدة والملل عددتها الاف المرات
ولا ابالغ حين اقول عددت كل شي هناك من قطع ديكور واثاث وحتى الاضاءات
الصمت يلف المكان وانا احاور اركان ذلك المكان متى نفترق الى الابد متى اودعك
وتصبح من الماضي
وانظر الى كتابي فابدا في قراءة بعض الصفحات قبل ان يشتد الالم فلا استطيع الحراك
وتمر اللحظات ثقيلة وثقيلة لم ارى بحياتي اثقل من تلك اللحظات
والوحدة شديدة فالتفت الى هاتفي النقال
وابحث من بين الاسماء علي اجد اسمها بين تلك الاسماء حتى تشاركني تلك اللحظات
من هي لا اعرف قد تكون موجودة في خيالي فقط
اعرف ان وحدتي والمي في تلك اللحظات لا يؤنسها الا حبيب ولكن اي هو الحبيب
فارمي بذلك الهاتف البائس
ورويدا رويدا يبدأ الالم بازدياد
ولا احب ان اتناول تفاصيل تلك اللحظات ......
(لم أشأ يوما ان انهي قراءة ذلك الكتاب خشية ان انتهي منه قبل ان تنتهي تفاصيل حكايتي فكنت كل يوما اعيد قراءة الجزء نفسه حتى اصحبه معي كل يوما في ذلك العذاب)
والان وبعد ان زالت تلك المحنة استطيع ان انهي ذلك الكتاب الذي رافقني كل يوم في تلك الرحلات .
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
11 comments:
هل تعلم إن اسلوبك غايه في السلاسة و التشويق؟
لولا الألم ما احسسنا بالراحه
الحمدلله .. مادري كلماتك من وحي الخيال او واقع و زال و لله الحمد
تمنياتي بأن ينور رقمها قائمه الارقام قريبا :)
Cr8ivia
مشكورة جدا على المديح
واحب اقولج ان للاسف هذا واقع كنت اعيشه بادق التفاصيل المملة والمتعبة
ولكن لله الحمد والفضل عدت واصبحت شئ من الماضي الذي يحكي ولا يعاش
ومشكورة مجددا
:')
i felt the pain !
wallaah :(
كنت حاسة و حاطة هالاحتمال
في سر لحدة كلماتك و كنت عاذرتك و ناطرة
الحمدالله على كل حال
موقفك .. شديد الخصوصية
يمكن اسقاطه بكل قوته على حياتنا بما فيها
الحمدالله انك تكتب عن شعور تجاوزته
بكل صبر و ارادة
و تقول فشل
!
حرام عليك .. صج صج عط نفسك
some credit ;)
الحمدلله على السلامة
ما تشوف شر أخوي
أسلوبك جدا جميل حتى أني أحسستُ بك لحظتها !
الله لا يعيده إن شاء الله
a7La eNG
مشكوورة
وخل يكون عندج علم اني ماكنت اتوقع بيوم اني ابوح بمشاعري ومعاناتي بهالطريقة بس ماادري خسيت ببعض الاحيان ان كلماتج استدرجتني ان اقع بفخ البوح
ومشكورة على الكلمات المساندة دايما
SHAHAD
جزاج الله خيير
ومشكورة على المرور
ثانكس
عندما تجتاحنا رياح الألم , تعجز ألسنتنا عن البوح
فتأبى أقلامنا إلا أن تستفيض بتلك الآلام لتزيح شيئاً من على كاهلنا
أسأل الرحمن أن تكون تلك التجربة بمثابة بصيص أمل نحو المستقبل المزدان بأكاليل الياسمين الندية , البعيدة كل البعد عن كل ما يثير لواعج النفس.
أنت نقلت الأحداث بفن الكلام
رائع جدا
عسى ربي ما ييب الأحزان
انشالله الله يرزقك بإنسانة تستحقك وتستحق مشاعرك
كلامك جميل
Almas
مشكورة
وبالنسبة لكلامج عن الانسانة ماعتقد في
او حتى لو موجودة الانسانة الي تفهم المشاعر وتحترمها
فاعتقد مستحيل توصل لها
هي حياة صعبة والي يجعلها صعبىة اكثر حين تعاني من الالم بداخلك ولا تجد من يساندك وشكرا
where are u ?
3asaa ma shaaaaaaaaaar long time no new stuff !!
a7La eNG
مشكورة على السؤال
ومادري شقول بس انشالله مااكو شر
بس حااولت اني احط حدوود حق نفسي لاني حسيت اني بدييت اقتحم مناطق بدااخلي
غير مسموحة
هي مناطق ستغير من وااقعي الكثير واتمنى ان تبقى صامتة وفوق هذا اخاف اني اشاارك فيها اي احد
مادري اشياء غريبة حسيت اني قااعد اتجااوزها ..
Post a Comment